ما معنى الجمال

ما معنى الجمال

الجمال في الحياة

الجمال هو تلك القيمة التي ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بأدق تفاصيل حياة الإنسان، حيث تؤدي هذه القيمة إلى تأجيج المشاعر الإيجابية، والعواطف المحببة الرّاقية، والغرائز، مما يبث الرّاحة والسّكينة في نفسه، ويجعلها أقدر على الارتقاء، وربما الوصول بها إلى أعلى مراتب التزكية، والتطهر من الذّنوب، والمعاصي، والآثام التي إنْ تراكمتْ وتكاثرت ازدادتِ النفس قبحاً وسواداً.


طالما اعتمد العظماء على قيمة الجمال في تربية النّاس وتهذيبهم، وعلى رأسهم أنبياء الله تعالى ورسله عليهم السّلام، الذين لا يَصدر عنهم إلا كلّ ما هو جميل، وكل جميل هو بالضرورة منسجم مع الفطرة الإنسانية، فأي شيء تأباه الفطرة وتشمئز منه هو من المقبوحات مهما وضعتْ عليه مساحيق التجميل البشرية، التي لا توضع إلا تحقيقاً لمآرب معينة.


أنواع الجمال

يقسم الجمال إلى نوعين رئيسيين هما: الجمال المادي، والجمال المعنوي؛ فأما المادي فهو ذلك الذي يستطيع الإنسان إدراكه بما آتاه الله إياه من حواس تمكنه من ذلك، فهذا الجمال موجود في كل ما يحيط بالإنسان من موجودات، سواءً أكانت طبيعية، أم من صنع الإنسان، ويتركز في ألوانها، وأشكالها، وتصميماتها، ولا يقتصر هذا الجمال على ما يحيط بالإنسان وحسب، فهو يوجد في الإنسان أيضاً، فالإنسان من أعجب مخلوقات الله، وأجملها، ذكراً كان أم أنثى.


أما النّوع الثاني من أنواع الجمال فهو الجمال المعنوي، وهو ذلك الذي لا يمكن للإنسان إدراكه بالحواس الخمسة، فهذا الجمال عميقٌ جداً، وهو يحمل في طياته كل ما هو جميل من القيم، والمشاعر، والأخلاق وما إلى ذلك، وهذا الجمال تنجذب إليه الفطرة الإنسانية، وتسعى دائماً خلفه كونه يعتبر الضّامن الحقيقي لسير الإنسان على الصّراط المستقيم في هذه الحياة.


الحقول المرتبطة بالجمال

كثيرة هي الحقول التي يشتغل الإنسان فيها في حياته والتي ترتبط ارتباطاً مباشراً بالنّواحي الجمالية، ولو أمعنا النّظر في غالبية المهن والحرف، لوجدنا أنها تعمل بشكلٍ مباشرٍ وغير مباشر على بثِّ الجمال في حياة النّاس، حتى لو غُلِّفتْ تلك الأعمال بتقديم منافع مادية لهم.


من بين أبرز الحقول التي تُعنى بالجمال بنوعيه: الحقل الفنّي، فالفنون هي جمالٌ بحد ذاتها، وهي مصدرٌ للجمال، وهي التي إنْ اختفت من حياة الإنسان اختفت معها البهجة، حيث إنّ الفنون ترويح النفوس، وتُدخل السكينة إليها. كما وتُعنى الفنون أيضاً بتجميل كل ما يحيط بالإنسان وذلك اعتماداً على موهبة الإنسان الذاتية، وشغفه الفني، والدّراسة العلمية، فالفنان حتى يستطيع الوصول إلى الإبداع، عليه أولاً أن يصقل موهبته هذه بالدّراسة والتّعرف على سائر المدارس الفنية في مجاله.