مقدّمة
إن معظم الشباب (ذكوراً وإناثاً) يعانون من حبوباً تظهر على الوجه، والصدر، والأكتاف، والظهر، وتلك الحبوب لها أشكالاً مختلفة، وأطلق عليها مصطلح: (حبّ الشباب)، فما هو حبّ الشباب؟ وما علاقة حبّ الشباب بنوع البشرة؟ وما هي أسبابه؟ ومتى يظهر حبّ الشباب؟ وكيف نعالجه؟ كل ذلك وأكثر سنتناوله في هذا المقال بإذن الله.
ما هي أنواع البشرة وما علاقتها بحبّ الشباب
إنّ للبشرة أنواع عدّة وهي:
- البشرة الدهنيّة، وهي بشرة تكثر فيها الافرازات الدهنية والزيوت، وتمتلك هذه البشرة مسامات واسعة.
- البشرة العاديّة، وهي أفضل أنواع البشرة، حيث تمتلك ملمساً ناعماً، ولا تفرز أي افرازات دهنيّة.
- البشرة الجافّة، وهي بشرة تكثر فيها التشقّقات أو ما يُسمّى بالقشف الجلدي، وتمتلك هذه البشرة مسامات صغيرة.
- البشرة المركبة، وهي خليط من الأنواع السابقة، فكلّ جزءٍ من أجزاء الوجه مثلاً يعتبر نوعاً من أنواع البشرة السابقة.
أمّا البشرة الأكثر عرضةً لحبّ الشباب فهي البشرة الدهنيّة، وذلك بسبب الافرازات الدهنيّة والزيوت التي تفرزها هذه البشرة.
ما هو حبّ الشباب
حبّ الشباب هو حبوباً تظهر على الوجه، والصدر، والظهر، والأكتاف، يعاني منها معظم الشباب حول العالم، لها عدّة أشكال:
- بثورٌ تحت الجلد، وهي بثور صغيرة تظهر على شكل رؤوس سوداء أو بيضاء.
- بثور سطحيّة صديدية، وهي حبوب ذات لونٍ مائل للاصفرار، تحتوي على صديد.
- أكياس صديديّة، تكون تحت الجلد، ولها أحجام مختلفة، تكون نتيجة التهاب في الغدّة الدهنيّة.
وهناك مسمّيات عديدة لأنواع حبّ الشباب، وكلّ تلك المسمّيات تندرج تحت الأشكال السابقة لحبّ الشباب.
أسباب ظهور حبّ الشباب
إنّ هناك أسباباً وعوامل تساعد على ظهور حبّ الشباب، وأهمّ تلك العوامل ما يأتي:
- التغيّرات الهرمونيّة، حيث أنّ الشباب في مرحلة المراهقة، تبدأ عندهم تغيّرات هرمونيّة، وفي معظم الحالات ترافق تلك التغيّرات أشكالاً عديدة من حبّ الشباب.
- القلق، والتوتر، والضغط النفسي، فكل ذلك يعتبر من أهم الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى انتشار حبّ الشباب، لكنّها ليس بالضرورة أن تؤدّي إلى ظهوره.
- الأسباب الوراثيّة، وهي أيضاً من أكثر الأسباب انتشاراً، وتساعد بشكل كبير في انتشار حبّ الشباب.
- الدورة الشهريّة (الحيض)، والحمل عند الاناث، فهي لها دور كبير في ظهور حبّ الشباب وانتشاره.
- تناول بعض الأدوية، أو التوقف المفاجئ عن تناولها.
- الزيوت، والمواد التجميليّة المحتوية على زيوت.
- العوامل البيئيّة، قد تؤدي العوامل البيئيّة كالرطوبة العالية مثلاً إلى انتشار حبّ الشباب.
فتلك العوامل هي أكثر العوامل شيوعاً في انتشار حبّ الشباب، أو ظهوره، ولابدّ لمن يبحث عن الدواء أن يعلم أسباب الداء.
وقت ظهور حبّ الشباب
إن حبّ الشباب ليس له وقت معيّن لظهوره، ولكن غالباً ما يظهر عند بداية فترة المراهقة عند الذكور والإناث؛ وذلك نتيجة التغيّرات الهرمونيّة التي تحدث للمراهق، وقد يظهر حبّ الشباب في أوقات مختلفة من العمر، فقد نشاهد أطفالاً رضّع يظهر عليهم حبّ الشباب، وقد نجد نساءً في منتصف العمر يعانون من حبّ الشباب نتيجة بعض العوامل التي تحدّثنا عنها سابقاً. فنستنتج من ذلك أنّ ظاهرة حبّ الشباب ليست خاصّة بفترة محددة من مراحل العمر، إنّما يكثر شيوعها في مرحلة المراهق.
كيف نقضي على حبّ الشباب
سؤالٌ يراود الملايين من الشباب، كيف أقضي على حبّ الشباب؟
إنّ حبّ الشباب هو ظاهرة مزعجة لدى ملايين من البشر، وقد انتشر في شبكات (الانترنت) الكثير من الوصفات لعلاج حبّ الشباب، لكن في الغالب لم نجد من تلك الوصفات ما أثبت فعاليّته للقضاء على حبّ الشباب، وسنضع في مقالنا هذا بعضاً من الأمور التي تساعد في الحدّ من انتشار حبّ الشباب، وهي كما يلي:
- تنظيف البشرة بشكل مستمرّ، فتنظيف البشرة بماءٍ دافئٍ وصابون لا يحتوي على مواد مرطّبة يساعد على الحدّ من انتشار حبّ الشباب.
- الابتعاد عن التصرفّات الخاطئة، مثل كشط الحبوب وازالتها يدويّاً، فذلك يؤدّي إلى ترك آثار سيّئة لحبّ الشباب.
- ازالة الزؤان، ولكن ذلك يكون باستخدام أدوات معقّمة.
- الذهاب إلى طبيب الجلديّة، وذلك لأنّ كلّ بشرة تختلف عن غيرها.
- عدم ترك هذا المرض الجلدي يؤثر بشكلٍ سلبي على شخصيّة الفرد، أو نفسيّته، فإنّ ذلك يعقّد الأمر أكثر.
- استخدام العلاجات الطبيّة، وليس ما يسمّى (بالخلطات) أو (الأعشاب)، فلم تثبت أيّاً من تلك الخلطات أثراً إيجابيّاً للقضاء على حبّ الشباب.
تلك الخطوات هي أكثر الخطوات ضماناً للحدّ من انتشار حبّ الشباب، ولكن لنكون أكثر واقعيّة، فحبّ الشباب في الغالبيّة العظمى من الناس، يأخذ وقتاً طويلاً من الزمن، قد يصل إلى سنوات لكي يُشفى، ولكن يجب البحث عن علاج، ولا يجب أن يملّ الإنسان.
اعتقادات خاطئة حول حبّ الشباب
إنّ موضوع حبّ الشباب موضوعٌ حسّاس عند الكثير من الناس، ولهذا نجد الكثير من الآراء والاجتهادات التي لا تعدّ ولا تحصى حول هذا الموضوع، فبالتالي نجد أنّ هناك الكثير من الاعتقادات والمفاهيم الخاطئة التي ظلّت مرتبطة بحبّ الشباب لفترة طويلة من الزمن في عقول الشباب، وفيما يلي سنتحدّث عن أبرز الاعتقادات الخاطئة حول هذا الموضوع:
- تناول بعض المأكولات، يعتقد الكثيرون أنّ لبعض المأكولات (كالشوكولا والمكسّرات) أثراً كبيراً في انتشار حبّ الشباب، وهذا الاعتقاد وإن علق في عقول الكثير من الناس، فهو اعتقاد عارٍ عن الصحة، فلم يثبت أنّ هناك أي علاقةٍ بين تلك الأطعمة وبين حبّ الشباب.
- حبّ الشباب هو خاص بالمراهقين، وهذا الاعتقاد أيضاً ظلّ لسنوات في أذهان النّاس، ولكنّ ورغم أنّ المراهقين أكثر عرضة لحبّ الشباب، إلّا أنّ حبّ الشباب ليس خاصّاً بمرحلة المراهقة، وهذا يفسر اصابة الكثير الناس في مختلف مراحل العمر بحبّ الشباب.
- حبّ الشباب يأخذ وقته ثمّ يزول تلقائيّاً، وهذا الاعتقاد هو أيضاً من أكثر الاعتقادات الشائعة بين الناس، ومنبع هذا الاعتقاد أنّ كثيراً من الحالات قد يصل علاجها إلى مدة طويلة من الزمن، ولكنّه اعتقاد خاطئ، فحبّ الشباب هو مرضٌ جلديّ، ولكلّ داء دواء.
- حبّ الشباب يظهر بسبب قلّة النّظافة، وهذا أيضاً اعتقاد ساد لفترة بين الناس، ولكنّ حبّ الشباب ليس له علاقة بالأوساخ التي تتعرّض لها البشرة، إنّما له علاقة بالبكتيريا والدهون التي تتراكم في مسامات الجلد.
- البخار والحرارة العالية تقضي على حبّ الشباب، وهذا الاعتقاد لازال هو الاعتقاد السائد بين الشباب، ولذلك نجد أنّ أكثر الشباب يستخدمون حمّام بخار خاص بتنظيف البشرة، لتفتيح المسامات والقضاء على حبّ الشباب.
- كثرة ممارسة الجنس تؤدي لزيادة حبّ الشباب، وهذا اعتقاد خاطئ شاع بين الكثير من الناس، فليس هناك أيّ إثبات علميّ يؤكد مثل هذا الاعتقاد.
- حبّ الشباب مرضٌ ينتقل بالعدوى، وهذا اعتقاد عارٍ عن الصحة تماماً، فالبعض يظنّ أن استعمال المناشف والملابس الخاصّة بشخص مصاب بحبّ الشباب، يؤدي إلى انتقال العدوى، وهذا خاطئ.
وأخيراً نقول أنّ حبّ الشباب هو مرض جلدي، ولابدّ من علاجه، ولكنّه ليس بالمرض الخطير على صحّة الإنسان، بل هو مرضٌ يؤثر على مظهر الإنسان، والمشكلة الحقيقيّة ليست في حبّ الشباب، بل هي تكمن في آثار حبّ الشباب، وخاصّةً تلك التي تنتشر على الوجه، فلابدّ من علاج حبّ الشباب بطريقة سليمة حتى لا يترك خلفه تلك الآثار القبيحة.
أسأل الله الشافي، الذي به الرجاء، وله الدعاء، خالق الأرض والسماء، أن يشفي كلّ مريضٍ، ويجعل لكل داء صعب دواء، وصلّ اللّهم وبارك وسلّم على الصادق الأمين، وعلى صحبه ومن سار على دربه أجمعين.