إن الألوان تشبه النغمات الموسيقيّة ، لا بد أن تحتوي على توليفة خالية من النّشاز لتجمع بينها ، أو هي تشبه حروف الكلمات ، فكل كلمة تجمع حروفاً معيّنة بعينها ، وكذلك بالنّسبة للألوان حيث توجد فيها روابط داخليّة وخارجيّة تجمع بينها . وتلك الروابط تجعل من الذوق السليم يتقبلها في حال توليفتها كانت جميلة ومتناسقة وإيجابيّة، وتجعله في نفس الوقت يرفضها إذا ما شاب هذه التوليفة والرابطة نشاز ما .
- أولاً :يجب الإلمام بتدرج الألوان ، فاللون الأسود يندرج في توليفته اللون الرمادي الغامق واللون الرمادي الفاتح واللون الأبيض . واللون الكحلي الغامق يتدرج عنه وينتمي إلى مجموعته اللونية اللون الكحلي الفاتح واللون الأزرق الغامق واللون الأزرق الفاتح وانتهاءاً باللون الأبيض كذلك ، ونرى الرابط الخفي الذي يجمع طرفي جميع الألوان ، ألا وهما اللون الأسود واللون الأبيض تحت فئة واحدة ، ونلاحظ أنهما يلعبان دور جوكر الشدة أيضا ، ويندرجان تحت كل فئات الألوان قاطبة .
- ثانياً :الإنسجام ما بين الألوان ، ربما استطعنا الجمع ما بين ألوان من فئات مختلفة ، ونجد أن جمعهما فيه لمسة توافق وانسجام ولا يتعارض مع الذوق السليم ، فاللون البني واللون الأصفر مثلا متناغمان ومنسجمان ، واللون الكريمي الفاتح ينسجم مع اللون الأزرق الفاتح والغامق في نفس الوقت .
- ثالثاً :يجب أن لا يكون الجمع بين بعض الألوان يؤدي إلى زوغان في الرؤية ، أو ثقل في البصر ، بل يجب على هذا التجميع أن يكون مريحا ورائقاً للعينين .
- رابعاً :يجب عدم المبالغة في تجميع العديد من الألوان أو الإكثار منها ، فكلما قل عدد الألوان المنسقة والمجمعة كلما ضاقت وانحصرت مسافة النفور منها .
- خامساً :الاستفادة من تناغم الألوان في موجودات الطبيعة الطبيعية ، فهل هناك من هو أبدع من بديع السموات والأرض ، الله عز وجل ، كمحاكاة الألوان في أجسام الطيور والحيوانات والأسماك ، وفي هياكل الأشجار والنباتات وألوان الشروق والغروب والجبال والبحار والسهول والسماء .